اريد ان اخبر قصتي للعالم
انا شاب قست عليه الحياة وعاش معاناة كبيرة
ليس الهدف من اخباركم قصتي ان اتلقى العطف منكم ولكن اريد ان ابوح عن مافي صدري قبل ان يقتلني
قد كتمت المي منذ لحظة فراقها فقد كانت تعني لي كل شيء بهذه الحياة
بدات قصتي معها في ايام الدراسة الثانوية تعرفت عليها بموقف مضحك جدا
كنت احاول الهروب من المدرسة لالعب مع بعض الزملاء وبينما انا على سور
المدرسة فاذا بي اسقط من على جدارها وذلك كان موقفا محرجا ومضحكا
واذا بها تمر من امامي
رأيتها وكانني ابصرت ملاكا يمشي على الارض فسبحان الله الذي صورها
مشيت ورأها وحاولت ان اكلمها ولكنها لم تعرني ايه انتباه ابدا الى ان وصلت الى منزلها اعجبت بها وبعفتها وقررت ان انتظرها
وفي اليوم الثاني وبنفس الوقت واذا بها تاتي من بعيد حاولت أن أكلمها مجددا ولكنها لم ترد وحتى لم تلتفت إلي.
وقمت بمتابعتها الى ان دخلت منزلها وكنت قد قررت بان اعمل المستحيل كي ألفت انتباهها الي.
وقمت بالسؤال عنها وعن اهلها في منطقة سكنها واستطعت الحصول على رقم هاتف
منزلها ومن فوري قمت بالاتصال وردت هي على الهاتف وياله من صوت لم اسمع
بحياتي أعذب منه
سالت عن المتصل فاخبرتها بهويتي فأقفلت السماعة مباشرة واتصلت مرة اخرى
واذا بصوت آخر يرد علي وعرفت بانها والدتها لم استطع ان اقفل سماعة الهاتف
ولم اجد بدا من مصارحة والدتها مما يجول بخاطري فطلبت مقابلتي وحددت موعدا
لذلك
وعندما جاء موعد اللقاء تأنقت باجمل الملابس ووضعت اجمل العطور وقمت بشراء بعض الزهور وتوجهت الى منزلهم
قرعت الباب ففتحت امها الباب وادخلتني الى غرفة الضيوف وكان والدها موجودا
ينتظر هناك كنت مرتبكا جدا ومذعورا لانها المرة الاولى التي اقدم بها على
شيء كهذا في حياتي وكنت خائفا من الرفض من قبل والديها
وبعد كلام ليس بالطويل وكرم بالضيافة حصلت على الموافقة كي اقوم بخطبتها وحددنا موعدا لذلك
عدت الى المنزل فرحا مسرورا واخبرت والدتي بما حصل معي وعن الموعد الذي حددناه من اجل الخطوبة ففرحت لي وباركت لي
جاء موعد الخطوبة وذهبت مع عائلتي كي نخطبها من اهلها ونلبس الخواتم وكنت
في ذلك الوقت من اسعد الناس على الوجود وبعد خطبة زادت على الاربع سنوات
وذلك الى ان انهيت خدمتي بالجيش حددت مع عائلتينا موعد الزفاف ولن اخبركم
عن مدى سعادتي في ايام خطبتنا فقد كنت من اكثر الناس حظا في العالم وسعادة
ايضا
حددت موعد الزفاف على بداية السنة وكان لايزال هناك مايقارب الخمسة شهور
لبداية السنة الجديدة وتقدمت بطلب للعمل في احدى الدول المجاورة للحصول على
دخل اضافي يمكننا من العيش برخاء وعندما جاء موعد الزفاف ولم اتلقى الرد
لم اكن افكر بالخروج من بلدي وتزوجنا وامضيت اجمل شهر في حياتي في بيتنا مع
زوجتي وحبيبتي وهنا جاءت موافقت العمل في الدولة الاخرى وتشاورت مع عائلتي
وزوجتي وعائلها بموضوع سفري وكنت رافضا له بالمرة ولكن الجميع كانو يرونها
فرصة لاتعوض وبعد الحاح شديد من الجميع وافقت وسافرت للعمل كنت أعطي الامل
لنفسي بانقضاء سنين الغربة لاعود الى بيتي وزوجتي ولكن فرحتي لم تكتمل
فبعد وصولي الى مكان عملي بثلاثة اشهر اتاني خبر وفاتها بحادث سير كالصاعقة
وكان كل شيء بالوجود قد توقف الزمن الاحساس المشاعر وحتى نبض قلبي لم استطع
ان اصدق الخبر حاولت الاتصال بها ولكنها لم ترد حاولت وحاولت وحاولت ولكن
بدون جدوى فتاكدت بان الامر قد وقع وبانني لم اكن احلم مع انني تمنيت ان
يكون هذا حلما سيئا وسينقضي
ورجعت الى بلدي في اليوم الثاني لاحضر العزاء في زوجتي
لم استطع ان ارى اعين الناس وهي تنظر الي وانا بحالة ضعف يرثى لها لم تعد
لحياتي معنا بعد فراقها حاولت الانتحار لالحق بها ولكني كنت اضعف واجبن من
ان اقتل نفسي فقررت العودة الى غربتي كي انسى المي وحزني وقد مرت الان اربع
سنوات على رحيلها ولم استطع نسيانها او حتى تناسيها
لااستطيع الا ان افكر بهذه الدنيا الغريبة والغدارة التي تسرق منا اجمل لحظاتنا وتتركنا لنعاني الم الفراق
مهما تكلمت عن هذا الالم لن اجد اي كلمة تعبر عنه ولا حتى عن جزء صغير منه
اه ثم اه ثم اه يادنيا لم انتي هكذا تسرقين منا حبنا وحياتنا وسعادتنا.
